كيف يفكر الأثرياء ؟
ان
الاختلاف بين البشر في نواحي الحياة يكون على حسب اختلاف تفكيرهم، لذلك تجد الغني
والفقير والسعيد والتعيس، فالتفكير يساعد المرء على الوصول الى الأفضل والحصول على
ما يريد، وهذا ما يميز الأثرياء عن غيرهم.
يجب أن
نتعلم طريقة تفكير الأثرياء لنصبح أثرياء مثلهم:
الأثرياء
يروا أن الأصل أن يكون الانسان غني وليس فقير أو محتاجاً، فالله أوجد الكثير من
النعم في هذه الحياة لينعم الإنسان بها، والمال أحدها، قال تعالى:
( الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ).
فنعمة الأبناء الكل يرى أنها الأصل أي يجب أن تكون لدى
الجميع، والأثرياء يروا ذلك في نعمة المال، لذلك تكون أفكارهم واعتقاداتهم بالمال
جيدة وقوية.
الأثرياء يؤمنون بأن المعرفة في شيء معين تكفي للنجاح
في هذا المشروع، أما الأشخاص العاديون يؤمنون أن الشهادات والتعليم العالي هو ما
يجلب الثراء والمال.
الأثرياء
يعلموا أن المعرفة في مجال معين هو الذي يجلب لهم المال. يقول "ستيف سيبولد" مؤلف كتاب "كيف يفكر
الأغنياء"، إن العديد من الأثرياء تلقوا تعليماً متواضعاً، وقد جمعوا ثرواتهم
من خلال إلمامهم التام في مجال معين مثل مجال البيع والشراء أو العلاقات العامة أو
التسويق. أما الأشخاص العاديون فإنهم مقتنعون بأن درجات الماجستير والدكتوراه هي
الوسيلة الأمثل للوصول الى الثراء، وهذا تفكير خاطئ.
الأثرياء يفكرون في الحاضر ماذا لديهم الآن؟ ما هي المهارات
التي يمتلكونها؟ ما الطرق المتاحة لهم؟ فتفكيرهم يتمحور حول الآن واللحظة، وتأملاً
للمستقبل، بعيداً عن الماضي تماماً.
الأشخاص الذين يتحسرون على الماضي ويظنون أن أفضل الأيام قد ولت
وذهبت نادراً ما يصبحون أثرياء، أما الأثرياء فيركزون على المستقبل والقادم المجهول.
يتميز الأثرياء بأنهم ليسوا مترددين يتقبلون مبدأ الربح
والخسارة، أما الأشخاص العاديين يستغرقون سنوات في دراسة خطوة
قد لا تنفذ من الأساس، وغالباً ما ينتظرون المساعدة للبدء في
مشروعاتهم.
يستطيع
الأثرياء المغامرة في استخدام أموالهم في مشاريع غامضة وجديدة، وذلك بالطبع لأنهم
يملكون الكثير من المال فلن يكونوا خائفين اذا خسروها، أما العاديون فيكونون
حريصين ولا يستثمروا في مشاريع غير مضمونة.
يؤمن الأثرياء أن لا شيء يستحيل تحقيقه، وأنه لا يجب أن
تستسلم للشعور بالخوف، ويؤمنون ايماناً كبيراً بأنهم يستطيعون تحقيق أهدافهم، حتى
لو كان يبدوا للناس جنوناً.
الأثرياء يروجون لأنفسهم وقيمتهم، فهم يعرفون قدراتهم
ومهاراتهم، لذلك هي القيمة الحقيقية التي يتميزون بها عن الآخرين، وهي الطريق لجلب
المال لهم.
إن الأثرياء يتميزون بعقلية الفعل، أي أنهم جاهزون
لمواجهة التحديات وإيجاد الحلول، الأثرياء يعرفون متى يجب أخذ المخاطر، ويتوقعون جني الكثير من
الأموال، كما يتميز الأثرياء في العادة
بأنهم يضعون أهدافاً هائلة لأنفسهم.
الأثرياء يمارسون هواياتهم، أما الأشخاص العاديون
يسجنون نفسهم في وظائفهم وأعمالهم طوال اليوم.
الأثرياء يستثمرون أموال الغير من أجل مشاريعهم، أما
العاديون يعتقدون أنهم يجب أن يكون لديهم مال من أجل البدء في العمل على مشاريعهم.
الأشخاص العاديون يدخرون أموالهم، ويتبعون نمط حياة
مقتصد، أما الأثرياء فيرفضون هذا التفكير ويستثمروا أموالهم دائماً من أجل كسب المزيد
من الأرباح.
يفكر الأثرياء بالمنطق اتجاه المال، أما الأشخاص
العاديون يفكرون بالعاطفة.
الكثير يعتقدون أن الأغنياء أشرار والكثير من الصفات السيئة،
وذلك خاطئ لأنهم أناس عاديون مثلنا لكنهم يعرفون كيف يتعاملون مع المال، لذلك
يعتقد الكثير أن الأغنياء متكبرون، وذلك لأن الأثرياء يحبوا بأن يحاطوا بمن
يقاسمهم نفس التفكير.
الأثرياء يقومون بعمل ما يحبون ويرغبون به، والأناس
العاديون يعملون في وظائف لا يحبونها من أجل جني المال.
ان الراتب الثابت هو أبطأ طريق نحو الثراء، ربما يكون
الراتب الثابت أكثر أماناً، ولكن العمل الحر هو أقصر طريق من أجل بناء الثروة، ومع
ذلك هذا لا يعني أن تترك وظيفتك أبداً، بل عليك تعلم كسب المال أولاً.
يقوم الأثرياء بتغطية نفقات الأمور المهمة أولاً، ان الأثرياء
يصرفون أموالاً أقل من الأموال التي يكسبونها، والأشخاص العاديون يصرفون أموالاً
أكثر من المال الذي يجنونه، يجب أن لا تركز على الانفاق والادخار، بل يجب التركيز
على كيفية جني المزيد من المال، وكيفية استثمار نسبة منه، وانفاق ما تحتاج منه.
يضع الأثرياء مواعيد نهائية صارمة لتحقيق أهدافهم، أما الأشخاص
العاديون يريدون الحصول على الكثير من الأشياء في نفس الوقت، ولكن الأثرياء يركزون
على هدف واحد ويحددون موعداً نهائي لتحقيقه.
يهتم الأغنياء بالتعليم أكثر من الترفيه، فكثير من
الأغنياء يقرأون الكثير من الكتب والكثير منها يكون في مجال عملهم، في حين يقرأ
الأشخاص العاديون الروايات والمجلات الترفيهية.
الوعي معد، فالأشخاص المحيطون بك يؤثرون عليك سواءً
سلباً أو ايجاباً، هناك مثل يقول: "قل لي من تصاحب أقل لك من أنت"، لذلك
يصاحب الأغنياء الناجحون والطموحين مثلهم، فمصاحبة الناجحين تعزز طريقة تفكيرك
وبالتالي زيادة دخلك، وبالتالي ستصبح ناجح وغني مثلهم.
الأشخاص العاديون يعلمون أبنائهم كيف يعيشون، أما
الأثرياء يعلمون أبنائهم كيف يصبحوا أثرياء.
الأشخاص العاديون يعتقدون أنه لا يمكن الجمع بين المال
والعائلة السعيدة، الأثرياء يؤمنون أنه يمكن الحصول على المال والسعادة مع العائلة.
الأثرياء يؤمنون بأنهم بالمال يمكنهم الاهتمام بصحتهم
وأن المال يستطيع أن ينقذ حياتهم، والأشخاص العاديون لا يرون أن هناك علاقة بين
المال والصحة.
ربما يجعل المال حياة الأشخاص العاديين تعيسة، فهم
يركضون وراء المال بطريقة خاطئة ومتعبة، أما الأثرياء يعلمون كيف يجمعون بين جني
المال والسعادة وراحة البال.
الأثرياء يسعون لإحداث تغيير في العالم بأموالهم،
يطمحون الى أمور كبيرة، أما الأشخاص العادييون فأكبر طموحه أن يجمع المال من أجل
التقاعد.
وهناك أسرار يفكر بها
الأغنياء:
أولاً: الراتب ليس كافياً لتصبح غنياً:
يعلم الأغنياء أنه من المستحيل أن يصبح الشخص غنياً فقط
من راتبه الشهري، فمن الممكن أن تتطور في مسيرتك المهنية ويزداد راتبك ولكن مهما
زاد سيتوقف يوماً ما، ولذلك يعلم الأغنياء أن المال يجب أن يعمل في صالحك من أجل
أن تصبح غنياً، فهم عادةً يعملون لحسابهم الخاص، لأن الراتب الثابت هو ابطأ طريق
نحو الثراء.
ثانياً: تنوع مصادر الدخل:
الأغنياء لا يعتمدون على مصدر دخل واحد، ولا يضعون
استثماراتهم في مشروع واحد، من أجل الحصول على الثراء يجب أن يكون لديك عدة مصادر
تحصل منها على دخل مستمر.
ثالثاً: فكر في مشروعك الخاص:
الموظف العادي يعمل من أجل كسب المزيد من المال من أجل
مالك العمل، حافظ على وظيفتك ولكن اسعى في نفس الوقت من أجل عملك الخاص، فمديرك لن
يهتم بما هي أهدافك في الحياة، فلا تمضي بقية حياتك وانت تسمح لهم بتقدير مقدار
راتبك وجهدك وعملك.
رابعاً: اكتب أهدافك وما تريد الحصول عليه والأفكار
التي تخطر في عقلك:
الناجحون يكتبون أهدافهم بالتفصيل ويعملون عليها ويسعون
لها بجد، اكتب أهدافك وخطة لتحقيقها، والأفكار المميزة التي تخطر عليك سواء كانت
كبيرة أم صغيرة.
يقول المليونير ستيف سيبولد مؤلف
كتاب "كيف يفكر الأغنياء" (How Rich People Think) : ان أي شخص يمكنه أن يصبح
غنياً، ولكن عليك أن تحدث بعض التغييرات في نمط حياتك، لذلك عليك أن تبدأ بالتفكير
مثل الأثرياء.
المرجع:
كتاب كيف يفكر الأغنياء. ستيف سيبولد
تعليقات
إرسال تعليق